تظاهرة عراقية تندد بعملاء النظام الإيراني.
تظاهرة عراقية تندد بعملاء النظام الإيراني.
-A +A
رياض منصور (بغداد) riyadmansour@
عرقلت شخصيات عراقية موالية لإيران محاولات إعادة فتح ملف سقوط الموصل في شهر يونيو عام 2012، بيد تنظيم «داعش» الإرهابي على خلفية فضيحة «سرقة القرن»، وهو الملف الذي يقود إلى محاسبة ومحاكمة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي؛ الذي يتحمل مسؤولية سقوط المدينة، بسبب أوامره بانسحاب الجيش العراقي من المحافظة من دون أسلحته وآلياته العسكرية.

وعلمت «عكاظ» أن تحذيرات صدرت من قوى عراقية تابعة لنظام الملالي، وأبلغت لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعدم السعي إلى إعادة فتح هذا الملف الذي أغلق بقرار برلماني.


ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن هذه القوى حذرت الحكومة العراقية من أن أية محاولات لفتح ملف سقوط الموصل يمكن أن يقود إلى حرب أهلية، معتبرة أن العراق في غنى عنها.

وقادت التحقيقات في ملف «سرقة القرن» إلى سرقة مبالغ أكبر إبان تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء خلال الفترة من 2006 إلى 2014، فيما تحدثت معلومات أمنية سربت من التحقيقات أن مئات الملايين من هذه السرقة ذهبت إلى تنظيم «داعش» قبل سيطرته على الموصل وبعدها.

وتواصل لجان التحقيق عملها بشأن «سرقة القرن»، وتمكنت من فتح ملفات أخرى وقعت فيها سرقات ضخمة خلال فترة حكم المالكي.

وما تسرب من معلومات لـ«عكاظ» يفيد بتورط موظفين في هيئي مكافحة الفساد والضرائب في سرقة القرن، وتؤكد أنهم تلقوا أوامر من شخصيات نافذة تعمل مع نوري المالكي طلبت منهم عدم كشف عمليات السرقة، إذ كانت الهيئتان تجيزان صرف الشيكات باعتبارها قانونية ولا تحمل أية شبهات فساد.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن التحقيقات مع المتورطين في الهيئتين اعترفوا بأنهم تلقوا تهديدات مباشرة من شخصيات نافذة في حزب المالكي بضرورة تمرير الشيكات على أنها شيكات قانونية ولا تحمل أية شبهة فساد، ولفتت المصادر إلى أن شيكات الضرائب الخاصة بشركة النفط الصينية هي أول من قاد إلى كشف السرقة بعد طلب هيئة الضرائب من مصرف الرافدين صرف الشيك للشركة الصينية البالغ 44 مليار دينار، لكن من صرف الشيك شخص ادعى أنه يمثل الشركة الصينية.

وتشير التحقيقات إلى أن حسابات الودائع الضريبية لشركات النفط كانت مستهدفة بشكل مباشر من قبل أطراف على علاقة مباشرة بشخصيات نافذة، وقد تمكنت من سرقة مبلغ 3.7 تريليون دينار ما يعادل (2.5 مليار دولار) من حسابات الهيئة العامة للضرائب المحفوظة في مصرف الرافدين في غضون شهرين.

ويجري التحقيق حالياً في تفاصيل رسالة هيئة النزاهة الاتحادية إلى الهيئة العامة للضرائب، وهو ما يعتبر إشارة فعلية إلى ما يمكن وصفه بـ«الضوء الأخضر» للصوص من خلال الإشارة إلى أن هيئة النزاهة لن تتدخل في شؤون مصلحة الضرائب، وتشير المعلومات المسربة إلى أن جماعة المالكي هم من قاموا بترتيب أمور هذه الرسالة.

بعد تدمير منظومة القيادة والسيطرة.. «داعش» يتخبط

كشفت قيادة العمليات المشتركة، مقتل أكثر من 200 إرهابي بواسطة سلاح الجو منذ مطلع العام الحالي، مؤكدة أن أغلبهم من قادة الصف الأول لتنظيم «داعش»، وتحدثت عن استمرار التطور على صعيد المعلومات الاستخبارية وتعاون أهالي المناطق المحررة.

وقال المتحدث باسم القيادة تحسين الخفاجي، إن القوات المسلحة العراقية لديها استراتيجية للتعامل مع التنظيمات الإرهابية، خصوصاً بعد مرور 5 سنوات من الانتصار على التنظيم الإرهابي.

وأضاف أن هذه الإستراتيجية يتم تحديثها وفق متغيرات تحديات الإرهاب، لافتاً إلى أن عمليات عسكرية مهمة يتم تنفيذها من وقت إلى آخر ضد عناصر داعش.

ولفت الخفاجي إلى أن هذه العمليات تكون إما عن طريق ضربات جوية محكمة ودقيقة بناء على معلومات استخبارية، أو عن طريق القوات البرية التي بدأت تلمس تعاوناً كبيراً من أهالي المناطق المحررة في تقديم المعلومات. ونوه إلى أن سلاح الجو العراقي تمكن خلال العام الحالي من قتل أكثر من 200 إرهابي، معظمهم من قيادات الصف الأول في داعش.

وأكد أن التنظيم لم يعد يمتلك رؤية، ويعيش في حالة تخبط بعد تدمير منظومة القيادة والسيطرة، كاشفاً أن الإرهابيين يتواجدون على شكل مجاميع صغيرة في مناطق جبلية أو نائية يحاولون الهرب من القوات الأمنية.

وشدد على التطور الاستخباري للقوات المسلحة العراقية، إذ تصل إلى الإرهابيين وهم في مرحلة التخطيط لهجماتهم، ويتم إحباط العملية الإرهابية قبل تنفيذها.

وقال إن ما تبقى من التنظيم هي مجاميع صغيرة تحاول أن تختبئ وتولي بالفرار من القوات الأمنية، ولا يمكن لها المواجهة المباشرة أو البقاء في مكان واحد لمدة زمنية طويلة.